مقررة المجلس القومي للمرأة ببني سويف: “تيك توك” أصبح إدمانًا… ولكن ما زال هناك بارقة أمل

حوار: ڤيرينا أنيس

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي واقعًا مفروضًا علينا، لكن بدلاً من أن تكون وسيلة للتواصل، أصبحت سببًا في التباعد الأسري والتفكك الاجتماعي.

أجرينا هذا الحوار مع الأستاذة نارمين محمود عبد العظيم، مقررة فرع المجلس القومي للمرأة ببني سويف، للحديث عن تأثير مواقع التواصل، وخاصة “تيك توك”، على الأسرة والأطفال، وأفضل سُبل التعامل معها.

للأسف، أصبح استخدام السوشيال ميديا نوعًا من الإدمان. والأهل هم أحد أسباب هذا الاستخدام الخاطئ، فغياب التوجيه والمتابعة يشكّل خطرًا كبيرًا، إذ يتشكل وعي الطفل وثقافته من خلال هذه المنصات.

لم تعد هذه الوسائل أداة للتواصل الاجتماعي، بل أصبحت وسيلة للتفكك، فنرى أفراد الأسرة يجلسون معًا لكن كل منهم منغمس في هاتفه، مما أدى إلى غياب الخصوصية، واستعراض الحياة الشخصية بشكل مفرط، خاصة من قِبل الفتيات.

يجب أن تكون هناك رقابة ووعي. في مراحل عمرية معينة، يجب تجنب تعرض الطفل لهذه المنصات حتى يكتمل وعيه. وعند البلوغ، لا بد من التوعية والمراقبة وتحديد أوقات الاستخدام. من الخطأ أن يُشغل الأهل أبناءهم بهذه المنصات فقط ليستريحوا، فذلك يخلق فجوة بينهم.

أنا ضد المنع الكامل، لأن “الممنوع مرغوب”. إن لم يستخدم الطفل هذه التطبيقات في المنزل، فسيجد وسيلة للوصول إليها خارجه.

الأفضل هو التنظيم، بحيث يُسمح باستخدامها بوقت محدد، مع مراقبة المحتوى، وتوجيه الأبناء لفهم ما يشاهدونه وتأثيره عليهم.

الفجوة بين الأجيال واضحة، لكن على الآباء أن يواكبوا هذا التطور. كثير من الكبار الآن يستخدمون تيك توك للتسلية، لذا من الضروري أن يتعرفوا على هذه المنصات لفهمها. قد تكون هذه المعرفة مدخلًا لحوار مع الأبناء، وتقليل الفجوة بينهم.

يُقدّم المجلس حملات توعية، خاصة للفتيات، حول الاستخدام الآمن للسوشيال ميديا، لتجنب الوقوع في فخ الابتزاز الإلكتروني أو تسريب البيانات الشخصية.

نعم، وقد تعامل المجلس مع العديد من الحالات عبر صندوق شكاوى المرأة أو الخط الساخن. يتم تلقي الشكاوى وتحويلها للنيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

أتفق تمامًا. التيك توك وغيره من المنصات يعتمد بشكل كبير على جذب الانتباه، وغالبًا ما تكون المرأة وسيلة لذلك. المحتوى المنتشر يسيء لصورة المرأة. لهذا تتجه الدراما الآن لتصحيح هذه المفاهيم، كما رأينا في مسلسل “أعلى نسبة مشاهدة”.

الترند أصبح هوسًا، والجميع يسعى خلفه حتى دون هدف واضح. أرى أنه من غير المنطقي أن يكون كل تركيزنا على تحقيق مشاهدات فقط.

الكثير من الترندات تروّج لسلوكيات لا تتناسب مع مجتمعنا. لكن، ما زال هناك أمل، فالإعلام والدراما ودور العبادة بدأت تلعب دورًا في التوعية.