سفاح التحديات | عندما يقتل تيك توك دون سلاح

سفاح التحديات | عندما يقتل تيك توك دون سلاح

كتبت : ڤيرينا أنيس

في السنوات الأخيرة اشتهرت الألعاب الإلكترونية التي عادةً ما انساق وراءها الأطفال وأحيانًا البالغين، بل ودفع كثير من الأشخاص صحتهم وحياتهم ثمنًا لها، ومع انتشار منصة “تيك توك” ورواجها الكبير حول العالم؛ عاد هذا النوع من الممارسات إلى الواجهة، وذلك مع دخول الأشخاص، من أعمار مختلفة، تحدياتٍ عدة على المنصة؛ إذ يقوم أحد الأشخاص بتنفيذ وتسجيل تحدٍ ما قد يكون بالغ الخطورة، ثم يقوم بنشره على تيك توك وتحدِّى الآخرين لتكراره.

هذا النوع من التحديات ليس سوى سفاح جديد بمواصفات لم يُسمع بها من قبل؛ خفي، سريع، ينتشر بين الجميع، لا يفرق بين صغير وكبير، لا توقفه حدود مكان أو زمان، وهو متوشح برداء التسلية والترفيه، وقد أسقط في شبَاكِه ضحايا عدة.

ففي يوم لم تعرف فيه “سارة بلات”، لاعبة الهوكي المحترفة، ما كان ينتظرها.. ذهبت كالمعتاد للتدريب من أجل التأهب للبطولات، وفي أحد الأيام، لعبت سارة بتميزٍ شديد لتفوز بكأس البطولة، ثم وسط صيحات الجمهور وتهليل الناس، همس أصدقاء سارة لها بأن ذلك هو الوقت المناسب لتصوير التحدي الجديد على تطبيق “تيك توك” احتفالاً بفوزها، والذي كان عبارة عن قيام شخصين بتبادل ركل الساقين حتى يسقط أحدهما في اختبار لقوة تحمل كلٍ منهما، لكن “سارة” لم تكن تعلم ما الذي ينتظرها من وراء ذلك التحدي، فبدأت بالتنفيذ مع إحدى صديقاتها، وسرعان ما سقطت في الأرض فاقدةً الوعي، ولم تستطع القيام مرة أخرى.

استيقظت سارة على صوت أجهزة المستشفى والأطباء الذين حاولوا إنقاذ ما يمكن إنقاذه؛ فقد أصيبت الفتاة، البالغة من العمر 18 عامًا، بكسر في الجمجمة والفقرات الظهرية ومتلازمة تسارع القلب الموضعي، مما أدى إلى عدم قدرتها على المشي مجددًا.

في مكان آخر تتشابه فيه جرائم ذلك السفاح، كان يستعد “آرشي باترسبي” للقيام بالتحدي الجديد، حيث كان ذلك الطفل ذي الإثنى عشر عامًا، مهووسًا بتلك التحديات بعد أن أغرته الشهرة التي بدأ يكتسبها شيئًا فشيئًا من جراء تنفيذها، فبدأ بالبحث عن التحدي الجديد، وهو عبارة عن قيام المرء بخنق نفسه حتى يفقد الوعي، ولكن هذه المرة لم ينجُ “آرشي” كما في التحديات السابقة، ولم يستعِدْ وعيَه بعدها وأصيب بموتٍ في جذع الدماغ!

أيضاً كان لأبناء مصر ضحايا اغتالهم هذا السفاح؛ ومنهم الطفل “أحمد خالد” الذي كان مبهورًا بتحدٍّ جديد عرضه عليه بعض أصدقائه، وعنوانه “ألقِ نفسك!”، وفيه يشترك مجموعة من الأصدقاء في رمي صديقهم في الهواء ثم تركه دون التقاطه، لكن حدث عكس ما كان يأمله الأصدقاء فلم ينته التحدي بفرحة النجاح، وإنما دفع أحمد، بطل الجمهورية في رياضة الجودو، ثمنًا باهظًا عندما خرج منه مصابًا بكسور في العمود الفقري وقطع في النخاع الشوكي، ما أسفر عن إصابته بشلل.